لن يوقف إغلاق شركة “كامبريدج أناليتكا” أبوابها الجدل المستمرّ حول خرقها خصوصية أكثر من 87 مليون مستخدم لموقع “فيسبوك”، و أغلبهم من الأميركيين، فيما تستمرّ فصول
تكشّف الفضيحة حتى بعد إعلان شركة “فيسبوك” قيام تحديثات و إعادة تقييمٍ كبيرة لتطبيقات قد تخرق الخصوصيّة.
فقد مَثل المُسرّب الأساسي للمعلومات، و كاشف الفضيحة، كريستوفر وايلي، أمام الكونغرس الأميركي، يوم الأربعاء الماضي، كاشفاً أنّ كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون، سعى للترويج “للحرب الثقافية” و إقناع الناس السود بعدم التصويت، عبر استخدام و جمع بيانات “كامبريدج أناليتكا”.

و قال وايلي إن المؤسس المشارك ل موقع “بريتبارت” المعروف بانتهاجه سياسة عنصريّة و محافظة و مؤيّدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، “رأى الحرب الثقافية كوسيلة لخلق تغيير دائم في السياسة الأميركية“.
و كان بانون هو نائب رئيس “كامبريدج أناليتكا” لمدة عامين بين عامي 2014 و 2016، عندما غادر للانضمام إلى حملة ترامب. و غادر البيت الأبيض في أغسطس/آب من العام الماضي.
و قال كريستوفر وايلي الذي يعمل لدى الشركة الأم ل “كامبريدج أناليتكا”، ” إس سي إل ” SCL، إنه غادر بعد أن رأى وثائق تشير إلى خطط لحملة “فك الارتباط” تستهدف الناخبين السود.
كما كشف معلوماتٍ أخرى مرتبطة بروسيا، كاشفاً أنّ الشركة استعانت بباحثين روس و تقاسمت معلومات مع شركات مرتبطة بالاستخبارات الروسية، مضيفاً أنّه يعتقد بأن الاستخبارات الروسية قد اطّلعت على معلومات جمعتها هذه المؤسسة.
و أضاف أن الباحث الروسي الأميركي، ألكسندر كوغان، الذي أنشأ تطبيقاً للحصول على البيانات الشخصية لملايين من مستخدمي “فيسبوك”، كان يعمل في الوقت نفسه على مشاريع تموّلها روسيا، بما في ذلك “البحث السلوكي”.

و هذه الجلسة جزء من تحقيق واسع على ضفتي الأطلسي حول سوء استخدام بيانات مستخدمي “فيسبوك” من قبل شركة الاستشارات التي تولّت حملة ترامب الانتخابية في 2016.
و ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء، أن وزارة العدل الأميركية و مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” يحققان في قضية شركة “كامبريدج أناليتكا”، و قد استجوبا شهوداً محتملين.
و من بين المدعين الذين يتابعون التحقيق برايان كيد، و هو مساعد رئيس قسم السندات و الغش المالي في وزارة العدل، بمساعدة عميل واحد على الأقل يحقق في الجرائم عبر الانترنت لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). و ذكرت الصحيفة أن كيد سافر إلى لندن مع مدع آخر من وزارة العدل و عميل في “اف بي آي” هذا الشهر لمقابلة الموظف السابق كريستوفر وايلي.
و نفت شركة “كامبريدج أناليتكا” مراراً أن تكون قد استغلت بيانات حصلت عليها من نحو 87 مليون مستخدم لـ“فيسبوك” لمصلحة حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية، مشيرةً إلى أنها حذفت معلومات تم الحصول عليها عن طريق خرق شروط خدمة موقع التواصل الاجتماعي.
و أعلنت الشركة مطلع الشهر الجاري أنها ستغلق أبوابها و ستعلن إفلاسها في بريطانيا و الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تعرّضت إلى “التشهير” بعد أن واجهت “اتهامات عديدة لا أساس لها” بحسب قولها.
يأتي هذا فيما قبل المدير التنفيذي لشركة “فيسبوك”، مارك زوكربيرغ، زيارة البرلمان الأوروبي لتوضيح مشكلات الخصوصية التي عصفت بشركته مؤخراً، و اتهامها بإساءة استخدام البيانات الشخصية.
قال أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي “إن زوكربيرغ سيكون في بروكسل في أقرب و قت ممكن، على أمل أن يكون ذلك الأسبوع المقبل”، و سيلتقي بقادة البرلمان و خبراء في الحريات المدنية و العدل.
و تأتي زيارة زوكربيرغ الأسبوع المقبل فيما يدخل قانون صارم جديد لحماية البيانات الأوروبية حيز التنفيذ و الذي سيمنح ملايين مستخدمي فيسبوك الأوروبيين مزيداً من التحكم فيما يمكن للشرطة فعله بما ينشرونه أو يبحثون عنه أو ينقرون عليه. و سيبدأ العمل بقانون تنظيم حماية البيانات العامة الجديد في الاتحاد الأوروبي في 25 مايو/ أيار.
و قبل يومين، علقت شركة “فيسبوك” حتى الآن نحو 200 تطبيق، في المرحلة الأولى من مراجعتها للتطبيقات التي وصلت إلى كميات كبيرة من بيانات المستخدمين، في استجابة لفضيحة شركة الاستشارات السياسية “كامبريدج أناليتكا”. و أفادت “فيسبوك” بأن التطبيقات عُلّقت إلى حين استكمال تحقيق شامل حول أي إساءة لاستخدام البيانات.
و كان زوكربيرغ أعلن بدء التحقيق في 21 مارس/آذار الماضي، و قال إن شبكة التواصل الاجتماعي ستحقق في أمر كل التطبيقات التي وصلت إلى كميات كبيرة من المعلومات، قبل أن تقلص الشركة الوصول إلى البيانات في 2014.
لكن بعد ذلك بيومٍ واحدٍ، تحديداً يوم الأحد الماضي، كشف موقع “نيو ساينتست” أنّ البيانات الشخصيّة لأكثر من 3 ملايين مستخدم لـ“فيسبوك” أجروا اختبار شخصيّة آخر نُشرت على الإنترنت.
و قال “نيو ساينتست” إنّ البيانات تحتوي على إجابات مستخدمي “فيسبوك” لاختبار السمات الشخصية. على الرغم من عدم احتوائها على أسماء المستخدمين، إلا أنها تضمنت في كثير من الحالات معلومات العمر و الجنس و العلاقة العاطفية. و بالنسبة إلى 150 ألف مستخدم، احتوت تلك المعلومات حتى على تحديثات الحالة الخاصة بهم.
و في كلتا حالتي الاختراق تمّ إجراء الاختبارات في البداية من قبل باحثين في جامعة “كامبريدج”. وكان أحد الباحثين مشتركًا في كليهما: ألكسندر كوغان.
المصدر: العربي الجديد